وداع رمضان عند الشعراء والأدباء
في وداع رمضان اعتاد مؤذنو المساجد والجوامع في الأيام الأواخر من شهر رمضان الكريم، أنْ يودعوه بكلمات ذات نبرات مؤسية، ونغم حزين، لها وقعها على آذان السامعين. حيث يكون الضيف الكريم قد جهَّز نفسه ليودعنا بعد أن حلَّ بين ظهرانينا حاملًا معه الخير والعطاء، والأجر والثواب وهو أكرم الشهور، شهر الله وشهر القرآن المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. وقد ردَّد المؤذنون من المأثور عن الوداع أو التوحيش، قائلين: لا أوحشَ الله منك يا رمضان *** لا أوحشَ الله منك يا شهر القرآن لا أوحشَ الله منك يا شهر الصيام *** لا أوحشَ الله منك يا شهر القيام لا أوحشَ الله منك يا شهر الكرم والجود *** لا أوحشَ الله منك يا شهر الولائم لا أوحشَ الله منك يا شهر العزائم وقال الخوارزمي في معنى: "لا أوحش الله منك"، أي لا أذهبك الله، فتوحش أحباءك من جانبك بالفراق، ومنه قول الشاعر الأبله البغدادي: مَادَامَ جُودُ يَدَيْكَ مَوْجُوْدًا فما مَاتَ الكِرَام *** لا أُوحَشَتْ دَارُ السّلامِ مِنْ ارتيَاحِكَ والسَّلام وأشار أبو العلاء المعري إلى ذات المعنى ببيته القائل: لا أوْح...