المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2020

جواز تقديم الزكاة للحاجة الشديدة

جواز تقديم الزكاة السؤال : هل يجوزُ تقديمُ الزَّكاةِ لوجودِ الفقيرِ المحتاج، وهل يُزكَّى بنصابِ هذا الشَّهر أو بنصابِ ما يقدَّرُ مِن المالِ بعدَ أشهرٍ عندَ رأسِ الحول؟ الجواب : الحمدُ للهِ، وصلَّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ، أمَّا بعد: فقد رَوى التّرمذيُّ والحاكمُ أنَّ العبَّاسَ -رضيَ اللهُ عنهُ- سألَ النَّبيَّ ﷺ في تَعجيلِ صَدقتِهِ قَبلَ أنْ تَحِلَّ، فَرخَّصَ لهُ في ذلكَ. قال أبو عيسى التّرمذيّ عقبَ إخراجه الحديث: “قالَ أكثرُ أهلِ العلمِ: إنْ عَجَّلها قبلَ محِلِّها أجزأتْ عنهُ، وبهِ يقولُ الشَّافعيُّ وأحمدُ وإسحاقُ” اهـ[1]. أقولُ: والذي ينبغي أنْ يكونَ تعجيلُ الزَّكاةِ عندما تدعو الحاجةُ إلى ذلكَ، وأنْ تكونَ الحاجةُ شديدةً؛ لأنَّ في تقديمها حرمانًا للفقراءِ الذين اعتادوا أخذها في وقتِ إخراجها؛ كرمضان، وأمَّا مسألةُ مراعاة النِّصابِ الحاضرِ والمستقبل: فاخترْ -أيُّها السَّائلُ- ما يناسبُ حالكَ؛ فإمَّا أنْ تُزكّي عن النِّصابِ الموجودِ فقط، أو عن النِّصاب المقدَّر، فمثلًا إذا كانَ لديكَ الآن مئةُ ألفٍ، وتتوقَّعُ أن يكونَ عندكَ وقتَ الوجوبِ مئةٌ وعشرون ألفًا، فلكَ أن تُزكّي...

حكم إرسال زكاة الفطر إلى بلد أخرى.

إرسال زكاة الفطر إلى بلد أخرى السؤال أرسلت زكاة الفطر الخاصة بي إلى أهلي لكي يخرجوها في بلدي. فهل هذا صحيح؟ الجواب الحمد لله “لا بأس، تجزئ إن شاء الله، ولكن إخراجها في محلك أفضل، فكونك تخرجها في محلك الذي تقيم فيه لبعض الفقراء يكون أولى، وإذا بعثتها إلى أهلك ليخرجوها على الفقراء فلا بأس” انتهى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله “فتاوى نور على الدرب” (2/1208). رقم الفتوى 149087 المصدر : الإسلام سؤال وجواب كلمات مفتاحية/ الزكاة، حكم الزكاة، رمضان، زكاة الفطر.

رمضان وترويض الشهوات

رمضان  الحمدُ لله رب العالمين, والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصَحْبِه أجمعين, وبعد: يَهِلُّ علينا شهر رمضان المبارك, فيَسْتَقْبله الناس بأعمال كثيرةٍ؛ منها: أعمال فاضلة: كالصيام, والقيام, وقراءة القرآن, وبر الوالدين, وصلة الأرحام, ومُدَارسة العلم, ومُجَاهدة النفس والشيطان, والصبر على الطاعات وإحسانها, والصَّبر على اجْتِنَاب المنكرات, والبُعْد عنِ المُحَرَّمات, وغير ذلك منَ الأعمال التي تُقَرِّب إلى الله تعالى، فيَصِل الصَّائم مَن قَطَعَه, ويُعْطِي مَن حَرَمه, ويحسن إلى مَن أساء إليه, ويعفو عَمَّن ظَلَمَهُ. ومنها الأعمال المُبَاحة: كالتجارة التي تُروج في رمضان؛ خاصَّة وأنَّ الناس يَسْتَعِدُّون لاسْتِقبال عيد الفِطر, بالتَّوسعة على الأهل, وعلى الفقراء, والإحسان إليهم, وذلك بِصُنوف الأطعمة, والملابس, والهدايا, وما يحتاجه الناس, فتروج التجارة في هذا الشَّهر الكريم. ومنها الأعمال المُحَرَّمة: بدءًا منَ الإسراف في المُباحات والإعراض عَن أماكن الطَّاعات, ثمَّ المشاركة والانشغال والمُشاهدة للمُحَرَّمات, من تلك البرامج التي أعِدَّت لتُشْغِلَ المسلم عن دينه, وتدخله في الشهوات...

وداع رمضان عند الشعراء والأدباء

في وداع رمضان اعتاد مؤذنو المساجد والجوامع في الأيام الأواخر من شهر رمضان الكريم، أنْ يودعوه بكلمات ذات نبرات مؤسية، ونغم حزين، لها وقعها على آذان السامعين. حيث يكون الضيف الكريم قد جهَّز نفسه ليودعنا بعد أن حلَّ بين ظهرانينا حاملًا معه الخير والعطاء، والأجر والثواب وهو أكرم الشهور، شهر الله وشهر القرآن المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. وقد ردَّد المؤذنون من المأثور عن الوداع أو التوحيش، قائلين: لا أوحشَ الله منك يا رمضان *** لا أوحشَ الله منك يا شهر القرآن لا أوحشَ الله منك يا شهر الصيام *** لا أوحشَ الله منك يا شهر القيام لا أوحشَ الله منك يا شهر الكرم والجود *** لا أوحشَ الله منك يا شهر الولائم لا أوحشَ الله منك يا شهر العزائم وقال الخوارزمي في معنى: "لا أوحش الله منك"، أي لا أذهبك الله، فتوحش أحباءك من جانبك بالفراق، ومنه قول الشاعر الأبله البغدادي: مَادَامَ جُودُ يَدَيْكَ مَوْجُوْدًا فما مَاتَ الكِرَام *** لا أُوحَشَتْ دَارُ السّلامِ مِنْ ارتيَاحِكَ والسَّلام وأشار أبو العلاء المعري إلى ذات المعنى ببيته القائل: لا أوْح...

هل يجب القضاء على من لم يصم رمضان لغير عذر أو أفطر أثناءه متعمدًا؟

هل يجب القضاء على من لم يصم رمضان لغير عذر تساؤلات كثيرة حول الصوم، أحكام صيام القضاء من رمضان وهل عليك فعلا كفارة صيام القضاء وكيف اذا اتى رمضان ولم تقضي واذا افطرت في صيام القضاء. وايضا تسؤلات حول اذا لم يستطع المرءقضاء الصيام واذا لم يقضي صيام رمضان الماضي. السؤال: إذا ترك الإنسان صوم شهر رمضان دون وجود أي عذر، أو أفطر خلال الشهر متعمداً، فهل يجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها؟ الجواب: الحمد لله صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، ولا يحل للمسلم أن يترك صيامه إلا من عذر. ومن ترك صوم رمضان، أو أفطر فيه، لعذر شرعي كالمرض والسفر والحيض: فالواجب عليه قضاء ما أفطره، بالإجماع؛ لقول الله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [سورة البقرة:185]. وأما من ترك صوم شهر رمضان متعمداً، تهاوناً، ولو يوماً واحداً منه، بحيث إنه لم ينو صومه من الأصل، أو أفطر بعد شروعه في الصوم لغير عذر: فقد أتى كبيرةً من كبائر الذنوب، وتجب عليه التوبة. وذهب عامة أهل العلم إلى وجوب قضاء الأيام التي أفطرها، بل حكى بعضهم الإجماع على ذلك. قال ابن عبد البر: “وأجمعت ال...

رمضان والفتوحات الاسلامية

رمضان والفتوحات معركة الوعي إن من أهم أسباب التراجع الذي أصاب الأمة الإسلامية كثرةَ المفاهيم المغلوطة التي اجتاحت عقول الكثيرين وأفهامهم، وتزداد الخطورة إذا علمنا ورأينا أن تلكم المفاهيم الخاطئة تحولت في أعماق الوعي الجمعي الإسلامي إلى مسلمات أو ما يشبه المسلمات في حياتنا الفكرية والثقافية، وتزداد الأزمة تفاقمًا عندما يخيم علينا شبح الاستسلام لتلكم المفاهيم القاتلة التي تساعد على سريان روح الكسل والخمول، والخنوع والخضوع، واليأس والفشل، وتكون معول هدم لأركان أمة شاء الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس. إن من هذه المفاهيم المقلوبة اعتقاد أن رمضان شهر للراحة والكسل، والخمول والنوم الطويل، شهر تتوقف فيه كل المهمات، وتتعطل فيه كل الأعمال، وتتأخر فيه كل الواجبات، وتؤجل فيه كل المشاريع، شهر يرتبط في الأذهان بالتعب وانعدام القدرة والتسويف ، هكذا صارت علاقتنا برمضان وفكرتنا عن رمضان. رمضان شهر الجهاد والفتوحات وكل هذه المفاهيم بعيدة كل البعد عن حضارتنا وإنجازات أسلافنا، غريبة على قيمنا، متباينة عن مبادئ ديننا، فلو قلَّبنا صفحات تاريخنا، وفتشنا في زوايا حضارتنا لوجدنا أن أعظم الإ...